عنصرية في مطار بيروت

المكان: مطار بيروت.

الزمان: حوالي منتصف ليل 1 تموز 2025، بعد يوم من صدور تعميم الأمن العام، وبعد ساعات من اتصال رئيس الجمهورية بالمواطنة لمى الأمين، بعد تعرضها لمعاملة عنصرية ومهينة.

الحدث: ثلاث نساء سوداوات البشرة، ينتظرن عند نافذة الجوازات، لختم جوازاتهن قبل مغادرة لبنان. يصرخ بهن عنصر الأمن، الجالس في الصف الأخير من جهة اليسار: «ارجعوا لورا»، ثم يستدرك «لا لا حبيباتي، please please، ارجعوا لورا، ما تروحوا تقرطونا فيديو هلق انتو كمان، forgive me dear، وما تعملولنا فيديو».

في التعميم الذي أصدره الأمن العام، تعليقاً على الفيديو الذي نشرته الأمين حول ما تعرضت له في مطار بيروت، أكد أنه اتخذ تدابير مسلكية مناسبة بحق العنصر المخالف. لكن ماذا عن السلوك السائد لدى عناصر آخرين، بما يمثله ما حصل في المشهد أعلاه؟

الواضح أن «محاسبة» عنصر واحد، لم تردع – حتى بعد ساعات قليلة فقط- زميله من الاستمرار في المعاملة المهينة، ولم تمنع زملاء آخرين له من الضحك والاستمتاع بسخرية زميلهم. 

وهنا المشكلة. العنصرية ليست مسألة فردية، ولا تخص عنصراً واحداً، ولا هي في المطار وحده. ولا يحلها تعميم ولا محاسبة صورية ولا اتصال اعتذار من رئيس الجمهورية، ولا حملة علاقات عامة ودعاية. ذلك أن سلطة هذا النظام، بمستوياتها كافة، عنصرية. والأمثلة على ذلك، من يومياتنا، لا تعد ولا تحصى.